نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







20.1.11

اشكالية الحكومة الانتقالية بعد الثورة التونسية

تابعت كما تابع الملايين تطورات الانتفاضة التونسية الملهمة من يوم انطلاقها بالفرح والترقب الممزوج بالدعاء الي يوم ان رحل الطاغية . وكان نجاح التجربة نجاحا لكل المظلومين في العالم العربي والذي بدات تهب عليه رياح التغيير بعد انتظار طويل وبعد ان هبت علي كل مناطق العالم الاخري وتناستنا ولم يتبق الا منطقتنا وها هي تبدا من تونس واجزم انه ليس باستطاعة احد الان ان يوقفها او يلغي توابعها .

وكعادة الثورات التي تندلع متاخرا و بعد عقود من الصبر والاستسلام تظهر المشكلة في اليوم التالي لنجاح الثورة وظهور السؤال الحتمي الصعب - وماذا بعد ؟ ما هو البديل للنظام المخلوع ؟ بمعني اخر كيف يتم تشكيل حكومة انتقالية لا تكون صورة طبق الاصل من النظام السابق او جزء منه ؟ او حكومة من الانتهازين تقفز علي الثورة وتخطف مكتسباتها او تلتف بشكل كامل علي الثورة وتعود بالاحداث للمربع صفر .
وللاسف تلك الانظمة الدكتاتورية ومع طول الزمن تغلغلت من خلال اعوانها بكل مؤسسات الدولة فهذه الانظمة الفاسدة ابعدت كل الشرفاء ولوثت كل الضعفاء وحجبت عن الشباب العمل العام و السياسي فانعدمت الكوادر المدربة . ولقد احزنني ان كثير منا لم يستوعب التجربة بل واختزلها في مسالة البوعزيزي الذي احرق نفسه كما لو اننا لابد ان نحرق انفسنا لنتحرر!! فكيف للانتحار والموت ان يصنع حياة ومستقبل ؟

وفي راي انه كان من المفترض في اليوم التالي لنجاح الثورة ان تسير الامور بشكل مختلف وبالتالي لنتائج افضل واسرع لو تم تنفيذ امرين :-

الامر الاول : تشكيل مجلس رئاسي اعلي يحل محل رئيس الجمهورية المخلوع وعلي ان يتكون هذا المجلس من ممثل عن كل حزب اوحركة سياسية بلا استثناء من الداخل والخارج محظور ومعترف به بالاضافة لممثل عن الاتحاد العام للشغل وممثل عن المنظمات الاهلية او الحقوقية او اي قوة وطنية مقبولة بالاضافة لوزير الدفاع الحالي والذي ظهرت وطنيته وحسن نيته في كل الاحداث التي جرت . وفي النهاية يتم اختيار شخصية من داخل هذا المجلس بالاغلبية ليكون رئيسا للجلسات و كمتحدث رسمي وحيد باسم هذا المجلس منعا للبلبلة .

الامر الثاني : ان يقوم المجلس الرئاسي الاعلي بتشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة لتسيير الاعمال وشئون الاجهزة الحكومية في شكل مجلس وزراء يحمل حقيبة كل وزارة وكيل وزارة فني متخصص و مقبول لاغلبية المجلس الرئاسي و بشرط ان يبتعد تماما عن العمل السياسي . علي ان يتم التحضير الفوري والسريع للانتخابات التشريعية ومن بعدها الانتخابات الرئاسية .

كل هذا دون ان ينسحب المتظاهرون من الشارع قبل استكمال تلك الاجراءات وان يظلوا متابعين ويقظين تماما لكل ما يجري فالثمن المدفوع كان باهظا وليس من حق الشهداء علينا جميعا ان نغض النظر او نتنازل عن اي شئ بعد الان .

هناك 3 تعليقات:

  1. تخبو حماسة الجماهير حين تشعل النيران ،وهذا ما فعلة النظام ،ضحى ببن على واشعل النيران وسادت الفوضى فكان هو الملاذ لكل الناس .لانة الكيان الوحيد المنظم والمتماسك فى تونس ...الثورة لم تكن تهدف الى قلب النظام بل الى ترشيدة وهذا ما يجرى ..وعلى الجماهير ان تنتبة حتى لا يعود امثال بن على مرة اخرى

    ردحذف
  2. غير معرف20/1/11 17:48

    مع الأسف, ليس كل حل جميل ممكن.
    الحلول المفترضة مقبولة ولكن السؤال :متى يتم تنفيذها؟
    بالنسبة للأمرالأول, في تصورك كيف يتم تشكيل مجلس كهذا؟ومن سيختار عناصره؟ ألا يجب أولا الاتفاق على شخص أو مجموعة شخوص منوط بهم تشكيل هذا المجلس؟
    أما الامر الثاني, برجاء الرجوع للتعليق على الأمر الأول :)

    الجميل في الافتراضين هو تشابههم مع انقلاب 1952 ومجلس قيادة الثورة :) :) مما يؤكد أننا ماكنا لنصل لحالنا الحالي لو كان مجلس قيادة الثورة انتقالي .

    لست من هواة البكاء على اللبن المسكوب, ورأيي المتواضع هو أنه في ظل المعطيات الحالية للوضع في مجتمع كتونس أو أي من بلداننا في الوطن العربي السعيد, فأن ماتم انجازه واقعي جدا, وإن دل على شيء, فانما يدل على مدى افساد بن علي ومن هم على شاكلته لمجتمعاتهم.

    أما عن الجانب الاقتصادي, لا أظنه يستغرق اكثر من بضعة أشهر لاعادته كما كان , وأيا كان الثمن, الخسارة في عهد بن علي مؤكد كانت أفدح.

    اضافة أخرى, أن موقف التونسيين بعد الغنوشي واطاحتهم به كفيل بافزاع امثال بن علي. ومن طعم الحرية مرة, لم يدعها :)

    ردحذف
  3. كل إنسان هيكون معاك طبعاً ياعادل أكيد في الحلول المنطقية،وأتمني أن يكون كفاح الشعب التونسي حالياً مع النظام بعد طرد رأسه مكللاً بالنجاح بأكبر قدر ممكن من المعطيات لإنطلاقة جديدة
    الموضوع ليس سهل،لأن العدو في الداخل،ومن الخارج ليس سهلاً بالمرة
    لكني دعني أقول أن الأمل الذي أعطته الثورة التونسية هو الإمكانية ـ ببيان عملي حي أمام عيون الجميع ـ بفرض إرادة شعب في لحظة ما،وهذا لوتعلم عظيم،وهذة اللحظات ـ مهما تفاوتت النتائج ـ ستسجل بحروف من ذهب في تاريخ الشعب التونسي والعربي،الإمكانية موجودة،وهاهي،رأيناها بأعيننا،ويمكن أن تتكرر دائما في تونس نفسها،أو أن تنطلق في أماكن أخري في العالم العربي

    ردحذف