نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







16.2.11

على هامش ثورة مصر المنصورة 11- 2 - 11

وأخيرا نجحت ثورة مصر وثورة شعبها، وسقط واحد من أعتى النظم طغيانا واستبدادا في العالم، وهو ما لم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلا . وهنا يجب أن نعتذر جميعا للشعب المصري الذي إتهمناه جميعا بالخضوع والإذعان، وتمادينا كثيرا في جلد أنفسنا ولكن أثبت هذا الشعب للجميع كم أنه عظيم وراقي في ثورته، وكيف نفض عن نفسه في لحظة ثورية فارقة كل ما كان يشوب شخصيته، أو ما كنا نظن أنها من المكونات الأساسية في شخصيته. ويا للعجب كما لو أنها كانت لمسة سحرية قد حدثت لشعب مصر كشفت عن معدنه النفيس بعد أن ساد الإحباط وفقدان الأمل كافة مناحي الحياة ولعقود طويلة، وتحقق ما كنا نردده ونحلم به من ثورة مليونية في يوم جمعة وفي عدة محافظات مصرية والتي ستكون الشرارة الأولى منها . فيتغير وجه مصر - وها هو قد كان وأصبح الحلم حقيقة وتنحى مبارك في هذا اليوم 11-2 -11

لقد غيرت ثورة مصر صورة العربي أيضا وبشكل إيجابي في العقل الغربي والعالمي بعد أن تم تشويه هذه الصورة بعد أحداث 11 سبتمبر

فثورة مصر المنصورة والتي أشعل شرارتها ومن البداية شباب مصري كشف عن مدى وعيه وإدراكه لوسائل عصره وإبداعه في كيفيه تنظيمه للحدث وبشكل رائع؛ وهو ما أعطاه تلك الصورة البراقة والمشرفة، ومنحه تأييد العالم كله، وجعلنا نفتخر جميعا بمصريتنا في كل مكان، وأعاد لنا مصرنا العزيزة وإبتسامتنا المفقودة، وإن شاء الله لن نتخلى عن طموحاتنا وسنعبر بمصر تلك الفترة الانتقالية الضبابية، ونصنع نموذجا ديمقراطيا كاملا، ونحن بمنتهى اليقظة والإصرار سنستثمر هذه اللحظة الثورية في تاريخ مصر لنصنع لها مستقبلا نفتخر به، ونرضاه لمصرنا العزيزة

وبعيدا عن الرصانة بعض الشيء وعلى هامش الحدث العظيم فمن حقنا أن نفرح، ونتخلي قليلا عن جديتنا؛ فلقد ذكرتني تلك الأيام ببعض الأشياء أولها أن المنصورة تحتفل في ذلك اليوم 11 فبراير من كل عام بانتصارها علي الحملة الصليبية السابعة علي مصر بقيادة لويس التاسع، والذي تم أسره بدار ابن لقمان الشهيرة بالمنصورة، وكان ذلك يوم 11 فبراير 1250 ، ولكن من اليوم سيحتفل شعب المنصورة بانتصار 11 فبراير 1250 على الصليبين، وكذلك برحيل حسني مبارك في 11 فبراير2011 وبالمشاركة في انتصار شعب مصر كله في أول ثورة شعبية حقيقية

وأيضا ومن الغريب أنه حدث في 11 فبراير 1979 أن تم إعلان نجاح الثورة الإيرانية وسقوط الشاه

والشيء الملفت فيما سبق هو تكرار ذلك الرقم 11 ، والذي يطلق عليه من يعملون بالتنبؤ والتنجيم بالرقم السحري، وإن كنا لا نؤمن أو نصدق ما يقولونه، فإن لي قصة طريفة مع هذا الرقم، أذكر أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، وفي مقابلة تليفزيونية بمحطة إيطالية سألت المذيعة أحد المتخصصين في نبوءات نوستراداموس - وهو الطبيب اليهودي الفرنسي والمنجم الشهير، والذي أتهمه البعض بسرقة محتويات مخطوط إسلامي وكان به أحاديث لأبو هريرة عن فتن آخر الزمان، ونقل منها تلك النبوءات، وأنه طمس وأخفى بعض حقائقها أو وضعها في غير ترتتيبها حتى لا يُتهم بالسحر وتتم محاكمته - وكان عندما يحدث بالعالم شيء جلل تجد المتخصصين في ذلك المجال يخرجون علينا بنبوءة كانت مكتوبة ومسجله عند نوستراداموس - وان كان هذا ليس موضوعنا - عموما سالت المذيعة ذلك المتخصص عما حدث في 11 سبتمبر فقال لها: إن السر في رقم 11 والمكون من 1+1 والرقم واحد هو بداية الارقام بمعني حدث فارق، وبداية مرحلة جديدة، والرقم واحد بالغة العربية يكتب كالحرف ألف وهو بداية الحروف، وكذلك لو لاحظنا شكل البرجين اللذين سقطا بأمريكا هما كالرقم 11 أي أنه حدث فارق وأن العالم قبل أحداث 11 سبتمبر لن يكون هو نفسه بعد ذلك التاريخ - كل ذلك قاله الرجل ولك أن تصدق أو تكذب أو تقول كذب المنجمون ولو صدقوا - ولكن المفاجأة كانت في السؤال الثاني فقد سألته المذيعة السؤال التالي: بحكم معرفتك وتخصصك بنوستراداموس،  ما هو الحدث الجلل التالي الذي سيحدث بالعالم ويغيره بعد أحداث 11 سبتمبر؟ قال الرجل: قريبا ستهتز مصر وترتجف !! واكتفى ولم يضف أي شيء آخر - كان هذا من حوالي عشر سنوات وعندما اندلعت الثورة المصرية المباركة فرحت ككل الملايين، ولكني تذكرت الرجل وقلت في نفسي كذب المنجمون ولو صدقوا ولكنني و لذلك ربما كنت أكثر الخائفين على مصر من انفلات الأمور الأمنية أو حدوث فوضى عارمة، خاصة عندما انسحبت الشرطة من الشارع وتم إطلاق المجرمين على الناس، وانتشرت تلك الأعمال الإجرامية بطول مصر وعرضها؛ ووضعت يدي على قلبي وتضاعف رعبي يوم الجمعة 11 فبراير؛ لأنه يوم الرقم السحري، وظللت طوال اليوم أتابع الأحداث لحظة بلحظة، وبمشاعر مختلطة بين الخوف والرجاء، وبالفعل تحققت النبؤة واهتزت مصر كلها ولكن فرحا وانتصارا !!! وسيكون فعلا يوم 11 فبراير 2011 حدث فارق وبداية رائعة لمصر، وأيضا لعصر جديد لمصر حرة وعزيزة

هناك تعليق واحد: